بسم الله الرحمان الرحيم
قصة وردان الجزار
وفي الليلة الثمانين بعد الثلاثمائة
قالت : بلغني أيها الملك السعيد أن وردان الجزار
قال: فأوصيت صبياً على الدكان وتبعتها بحيث لا تراني
، ولم أزل أتبع خطاها إلى أن خرجت من المدينة وأنا أتوارى خلفها
حتى وصلت إلى بساتين الوزير فاختفيت حتى عصبت عيني الحمال وتبعتها من مكا ن
إلى مكان إلى أن أتت الجبل فوصلت إلى مكان فيه حجر كبير وحطت القفص عن الحما
ل فصبرت إلى أن عادت بالحمال ورجعت ونزعت جميع ما كان في القفص وغابت ساعة،
فأتيت إلى ذلك الحجر فزحزحته ودخلت فوجدت خلفه طابقاً من نحاس مفتوحاً ودرج
اً نازلة فنزلت في تلك الدرج قليلاً قليلاً حتى وصلت إلى دهليز كثير النور فمشيت فرأيت هيئته
باب قلعة فارتكنت في زواية من زوايا الباب فوجدت صفة بها سلالم خارج باب القاع
ة فتعلقت فيها فوجدت صفة صغيرة بها طاقة تشرف على قاعة فنظرت في القاع
ة فوجدت المرأة قد أخذت الخروف وقطعته وعملته في قدر ورمت الباقي أمام دب كبي ر
عظيم الخلقة فأكله عن آخره وهي تطبخ .
فلما فرغت أكلت كفايتها ووضعت الفاكهة والنقل وحطت النبيذ
وصارت تشرب بقدح وتسقي الدب بطاسة .
فقلت في نفسي هذا وقت انتهاز الفرصة، فنزلت ومعي سكين تبري
العظم قبل اللحم فلما صرت عندهما وجدتهما لا يتحرك فيهما عرق لما حصلت لهم ا
من الثمالة فجعلت السكين في منحر الدب واتكأت عليه حتى خلصته وانفصل رأسه عن بدنه
فصار له شخير عظيم مثل شخير الرعد، فانتبهت المرأة مرعوبة فلما رأت الدب مذبوحاً
وأنا واقف والسكين في يدي صرخت صرخة عظيمة حتى ظننت أن روحها قد خرجت
وقالت لي: يا وردان أيكون هذا جزاء الإحسان
فقلت لها: قد أخلصك من هذا الوحش الكاسر فتصرخين في وجهي، فأطرقت رأسها إلى الأرض لا ترد جواباً وتأملت الدب وقد نزعت رأسه عن جثت
ه ثم قالت: يا وردان أي شيء أحب إليك أن تسمع الذي أقوله لك ويكون سبب لسلامتك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
اتمنى ان تنال اعجابكم