السلام عليكم :
أتجهت الفتاة بخطوات سريعه الى غرفتها في أحد أرجاء المنزل المطل على البحر..الذي ليس حوله أي منزل او حتى مزرعه..لاشيء غير أشجار الصنوبر ..يبعد هذا المنزل عن القرية حوالي 30 كيلو متر تقريبا .. كانت هذه الغرفه .. هي ملاذها الخير من مشاكل الحياة .. دخلت بهدوء ..فقد كانت مظلمة مثل سواد الليل .. لايوجد ضوء غير الضوء النسدل من الشرفة المطله على البحر .. تقدمت بخطوات حذره .. فتحت الباب بكل هدوء ... دخلت نسمة بارده وكأنها قد أطلقت من الاسر وداعبت الخصل المنسدله على وجنتيها .. ولامس جسدها النحيل .. أحست الفتاة بالقشعريره مماجعلها تلف يديها بسرعه حول جسدها.. كان كل ماترتديه .. قميصا قطنيا قصيرة الاكمام ..
لم تتمكن الفتاة من مقاومة المنظر الخيالي.. الجو البارد هو آخر ماتفكر به .. فهي لن رائعت المنظر البديع الذي أمامها
جلست على كرسي بسيط مصنوع من الخيزران الافريقي ....وعلى الطاولة امامها يوجد دفتر وردي صغير وقلم رصاص قديم . وتركت كوب الشوكولاته الساخنه عليه... المنظر البديع يمنعها بشده من كتابة حرف واحد .. تمنت لو أنها تعيش بقية حياتها هنا .. النجوم الامعه كانت تزين السماء السوداء .. وهذا مما يريح من بالها ويطمئنها بأنه مهما ساد الظلم فالحق سيكون واضحا .. فالنجوم المضيئه ..تضيء السماء السوداء وتزينها .. كم تمنت أن تتعمق في هذه النجوم لكن الهم الذي كانت تحمله لايمكنه ان يغيب عن بالها دقيقة واحده .. شعرت بالبرد يسري في جسدها الضعيف .. لاتريد الدخول ..بل ظلت على الكرسي خوفا من أن تفقد هذا المنظر للأبد .. وصلت الساعه الى الثانية عشر منتصف الليل في كل دقيقة تمر تزداد برودة الجو ..أحتست رشفة من كوب الشوكولاته الساخنه وهي مغمضة العينين ..تناولت القلم الذي أمامها لتحاول الكتابه مجددا وقالت في قرارة نفسها : هيا أيها القلم ..هيا يا صديقي ..ساعدني في أخراج مابداخلي وطباعته على الورق .. هيا فليس لدي أحد غيرك ..لقد طوقني مجتمعي بنيران لم أستطع تحملها .. هل تعرف لماذا ؟ لأنني أظهر كل شيء على حقيقته بينما في توقعهم أنني لا أستطيع ..أجرد الكلمات من الاكاذيب المؤلمه .. هذه المرة ..لم يقم القلم بخيانتها .. بل أصبح جزئا منها ..جلست تكتب من دون توقف .. لقد ساعدها قلمها القديم في إفراغ الالم الفضيع الذي تحمله ..تكتب تارة وتفكر تارة أخرى .. وبعد مرور ساعة كامله من الكتابه .. أحست بالنعاس ووضعت رأسها على الطاوله ونامت والقلم لايزال يستند على كفها الرقيق ..
وفي الصباح .. فتحت عينيها وهي مليئة بالدموع .. دموع من أجل تلك الشرفه وتلك النجوم والسماء وحتى القمر والبحر.. الذين تركتهم قبل أن تودعهم ... فهذه آخر مرة تراهم بهذه الروعه والجمال ..وجدت نفسها مستلقية على سريرها وكمادة لخففض الحراره على جبينها....لاتعلم من أحضرها الى هنا ..لكن لايهم ..لأنها لو علمت من هو ستشعر بالأستياء منه ..
وما أن أعتدلت في جلستها رأت والدتها وهي تقوم بترتيب ثيابها أستعدادا للرحيل .. حاولت الفتاة التكلم عنها من أجل أن يعدلو من قرارهم في الرحيل .. .. لكن ... الامل الذي كانت متعلقة به تلاشى فجأه .. فهي لن تستطيع النطق بلسانها مدى الحياة .. ولدت بكماء وستموت بكماء .. لايمكنها سماع صوتها مطلقا .. قررت الفتاة .. أنها عندما تكبر .. سوف تفتتح مسكنا يظم كل أبكم .. ليس لديه أحد ليفهم مشاعره ويقدره .. نهضت بسرعه لتساعد أمها بكل نشاط بعد أتخاذها لهذا القرار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ