amoula نائب المدير
عدد الرسائل : 95 نقاط : 220 تاريخ التسجيل : 03/06/2009
| موضوع: الـصـاعــقــــــــــــــــــة الأحد يونيو 14, 2009 10:19 pm | |
| هـفــــوة عـابـــرة...،
نــــزوة ثـائـــرة ...،
جـــراح غــائـــرة...،
عـيـــون حـائـــرة ...،
تعشق و تشجّع رقصة جـائـــرة من امرأة مـاكـــرة لا تقدّس الرّجل، من تركيا أو تاج محلّ، علينا تطلّ، لتلطّخ ثوب الحبّ العفيف، الشّريف، النّقي، الأصيل العربي، فتحكم الغريزة العقل، وتصبح العصمة بيدها في غياب الخيل، و السّيف و الرّمح و القرطاس، و القلم.
تخدعني الأمانة، تصفعني الإهانة، تنعتني بالجبانة...، عقد قران الوفاء مع الخيانة، فيمقتني الحبّ، و يرفضني القلب، لتقدّس الشّـنـفـــرى لامـيـــة الـعـــرب، و أمضي بقدمين حافيتين، في عالم خفي على صراط جهنّمي، محفوف بالأشواك.
صرخة دوّت مستشفى الولادات، صنّفت الأمّ بين عداد الأموات، لتعلن عن مجيء امرأة أخرى إلى هذا الكون لتتعذّب. عاودتني نوبة الإحباط من جديد، فتسلّلت بين حروف الصّمت أقلّب كلّ ليلة صفحات اغتصبها الغبار، أيقنت بعد بحث طويل و تجارب فاشلة قادتني إلى النّجاح أنّ كلّ لحظة تمرّ، تنقص من أعمار العبيد و الجواري، فقرّرت التّخلص من حياة البؤس، و الحرمان، بعدما هدّمت أسوار الجهل، فانصهرت القوة المتعجرفة بنيراني، و مضيت في تأنّ بخطى متثاقلة نحو الأمام. لأبدأ رحلة البحث عن الفقر في شارع الحرّية. ثمّ أتشرّف بصداقته بعد أيّام قليلة، بعيدا عن حياة التّرف حفاظا على الشّرف، فسرنا بحذر شديد على حافّة الموبقات، نتحاشى سبل الشّهوات, و كلّ المغريات، نتبادل أطراف الحديث عن السّاعة، و أشراطها، خشية الوقوع في الحرام. "مسافة قصيرة هي الحياة لا يعلمها إلا الله"، بدأت أصول و أجول في عالم المجهول بين الواقع و الخيال، كان الصّراع شديدا بين لحظتي اللّقاء، و الوداع، فلم يعد ميدان ذهني كافيا للإستيعاب. المعركة طاحنة و الفوز للضّعفاء، وجائزة المستضعفين قد تكون من نصيبي هذا الموسم. كانت السّاعة تظلم الزّمن، فتزيد في عمره لحظة و تنقص أعواما، فاختلطت عليه الأمور، و احتدم الصّراع بين الأحرف و الأرقام، لرائعز السّاعة، و تصبح سيّدة الكون، تتحكّم في نهايته متى تشاء، يعلوها الواحد، و السّتة أسفلها و سابعهم سطحها. حرفان متوازيان التقيا في نقطة من الفضاء، ليكوّنا أسمى علاقة في الوجود، بينما كان السّد منيعا، و الأسباب جدّ مقنعة لإحداث التّنافر داخل الحقل المغناطيسي الرّابط بيننا، و لم أنتبه لذلك إلاّ بعد إجراء الإمتحان الصّعب، في مادّتي الجبر و الهندسة، فنلت الصّفر بشرف في انتظار أعلى علامة في المرّة القادمة. ما أصعب البحث عن قطعة رغيف، أو قطرة ماء بين الكلاب الجائعة، و العطشى!!! حيث تكثر الفتن مقابل مبلغ من المال، فتقضي ضمّة القبر تحت الأرض على ضمّة الرّجال يوم العرض، برّ الأمان منعدم في بحر الأحزان، و العين تخون القلب في آخر لحظات الحبّ، و الإخلاص، بينما ظلّت مخالب الظّلم تنغرز في قلبي لتدميه من جديد، و الموت يفرّ منّي فاسحا المجال أمام الألم و العذاب. كلّ شيء ملك لغيري، و ليس لي الحقّ فيه، و إلاّ قطعت يدي. كانت التّهمة نافذة في حقّي مع سبق الإصرار، و التّرصد في غياب المحامي و المحامية، رغم براءتي منها، لم أستسلم لليأس بين قضبان القفص الصّدري، و تحدّيت السّجن بكلّ شجاعة، فتأمّلني المتّهم البريء حزينا داخل قفص ذهبي أجبر على العيش بداخله، و ظلّ يحلم بعشّ بسيط من القشّ في أعلى شجرة الصّنوبر، أو الصّفصاف يأوي إليه متى يشاء، بعدما يقضي يومه محلّقا في الفضاء، كانت تهمته هو الآخر أقسى من تهمتي، لكنّه يخفي عنّي كلّ ذلك لحاجة في نفس يعقوب، مرارة الصّبر و الألم جعلته يحتمي بعشّي المتواضع، هروبا من بريق قفصه الذّهبي، الّذي حواه مرّتين حاولت إعادته إليه بشتّى الطّرق، لكنّه يهرب إليّ باستمرار ليحتمي بدفء جناحاي رغم قسوتي عليه أحيانا من أجل مصلحته.
وحّدتني الهموم مع سجينة الحرية، فقالت : "تهمتي إنّ كيدكنّ عظيم، رغم براءتي لكنّني امرأة، و هذا ما يردّده زوجي على مسمعي منذ أوّل يوم من زواجنا"، قاطعتها أخرى قائلة: "أنا تهمتي الرّجال قوّامون على النّساء، هذا ما عانيته منذ ولادتي". آيات عظيمة من ربّ أعظم فسّرها بعض السّفهاء بمفهوم خاطئ، هكذا كان ردّي عليهما، سألتني إحداهنّ عن تهمتي فعجزت عن الإجابة، و غيّرت الموضوع، لأنّني لم أذنب بعد، عندها تدخّلت خرّيجة مدرسة الحياة موضّحة الأمور بقولها: " يشرح لنا المعلّم الدّرس لنفهمه، ثمّ يمتحننا، و تمتحننا الحياة بقسوة لنستوعب الدّرس جيدا، فنحفظه من أوّل وهلة". أدهشتنا حكمتها، فالتففنا حولها لمعرفة المزيد فقالت: " السّعادة الحقيقية لن ننعم بها إلاّ أمام قاضي القضاة، فاتّخذن من الصّبر أفضل محام لكّنّ بين يديه ..."، و استرسلت في نصائحها الحكيمة، إلى أن جعلتنا نستسلم للسّجن هروبا من الحرام.
قضت كلّ منّا ما كتب الله لها من الأيام و الأشهر و الأعوام بين سجن الحرية، و زنزانة الحياة، و نفذ صبري فهربت قبل انقضاء المدّة بأعوام، لأجد نفسي فجأة أمام عالم غريب، امرأة تحكم الرّجال! حقيقة أم خيال؟! لم أصدّق و ظننت أنّ الحلم حملني إلى سبإ، لكنّ الأمر حقيقي، حدث اختلال في التّوازن الإنساني، و لعلّ الأقدار ترسل لي محامية في عيد المرأة لتخلّصني من تهمتي و تثبت براءتي، تابعت طريقي إلى حيث لا أدري، لأكسب المزيد من الدّروس القاسية، و قرّرت المغامرة، فخسرت الرّهان، و لم أحسن الإختيار، كان سلاحي يتدخّل من حين لآخر لمواساتي لكنّني أرفض مساعدته، و أواصل التّحدي، في انتظار الحلّ النّهائي اليوم أو غدا، بعيدا عن مسرح الحياة العابثة، و السّخافات المستوردة. استولت الماكرة على قلوب العرب، فبدأت ليالي الطّرب، حيث تخلّى الأدباء و العلماء عن الكتب، و سخرت من المثقّف العربي بسؤال أمّي: " ما قيمة القرطاس والقلم في عصر الإنترنت، و عالم الفضائيات سيّدي؟" فصفعها بجواب أقسى من سؤالها:" الإنترنت هي بنت غير شرعية للورقة و القلم"، فعجز لسانها عن طرح باقي الأسئلة و أنهت اللّقاء تعتذر عن ضيق الوقت. | |
|
amine 1030 مدير المنتدى
عدد الرسائل : 344 العمر : 30 نقاط : 51 تاريخ التسجيل : 24/05/2009
| موضوع: رد: الـصـاعــقــــــــــــــــــة الجمعة يونيو 26, 2009 1:56 pm | |
| | |
|