ما إن استقرت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان حتى اشتعلت الحرب الأهلية عام 1975 وتورطت فيها فصائل المقاومة الفلسطينية وبدلا من أن يتوجه رصاص المقاومة إلى إسرائيل توجه نتجية لهذه الفتنة إلى صدور اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين أنفسهم. لكن هذا لايعني ان عمليات المقاومة الفلسطينية لم تهدئ ضد إسرائيل على الجبهة اللبنانية ، ففي 1978 قام الجيش الإسرائيلي بغزو جنوب لبنان لغرض مطاردة المقاتلين الفلسطينين كعملية إنتقامية لهجوم فلسطيني على حافلة ركاب إسرائيلية في تل أبيب أدت إلى مقتل 35 إسرائيليا ولكن الأزمة انتهت بتدخل مجلس الأمن وإنسحاب إسرائيل [23].
الحرب الأهلية اللبنانية
حرب أهلية نشبت بين أطراف لبنانية مختلفة بعد نزوح الفدائيين الفلسطينيين إلى لبنان من الأردن عام 1971، إضطلع الطرف الفلسطيني فيها بدور محوري ، نتيجة رفض الموارنة الوجود الفلسطيني في لبنان، الذي أرسى أسسه اتفاق القاهرة عام 1969. في حين ورط الفلسطينيين تحالفهم مع اليسار اللبناني، في الحرب الأهلية اللبنانية، التي عدها البعض حربا بين اللبنانيين و الفلسطينيين. [24]
حيث هاجمت ميليشيات حزب الكتائب اللبناني اليميني الفلسطينيين في حافلة شرق بيروت في يوم 13 أبريل 1975 . كانت تلك الشرارة لبدء القتال في كل انحاء البلاد ، حيث تحالفت الحركة الوطنية اللبنانية مع منظمة التحرير الفلسطينية و سيطرا على ما يقرب من 70 ٪ من لبنان في أبريل 1976. في يونيو من نفس العام ، القوات السورية تدخل لبنان وسرعان ما تصبح الأقوى في البلاد ، وتسيطر على كثير من المواقع الإستراتيجية المهمة ، لكن في 14 مارس 1978 قامت القوات الإسرائيلية بغزو جنوب لبنان ، بهدف خلق منطقة عازلة بعرض 10 كيلومترا في عمق الأراضي اللبنانيه. إسرائيل وجدت أن احتلال الأراضي كان سهلا وسرعان ما سيطرت على 10 ٪ من جنوب البلاد.
مغادرة مقاتلي منظمة التحرير لبيروت عام 1982انتهت الحرب الأهلية اللبنانية عمليا في عام 1989 بعد اتفاق الطائف . إلا أن منظمة التحرير كانت قد خرجت من الصراع منذ خروجها من لبنان في عام 1982 إلى تونس ودول عربية أخرى أثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان ، باستثناء حرب المخيمات التي نشبت مابين 1985 و 1988 والتي كان لبقايا مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية في مخيمات لبنان، دور فيها.
قدم رونالد ريغان ضمان شخصيا للمقاتيلن الفلسطينين بالحفاظ على أمن عائلاتهم إذا ما غادروا إلى تونس و اضطرت إسرائيل إلى الموافقة على خروج المقاتلين تحت حماية دولية مكونة من 800 جندي مارينز أمريكي، و 800 جندي فرنسي و 400 إيطالي. غادر 14،614 مقاتل فلسطيني بيروت إلى سوريا وعدة دول عربية تحت القصف الإسرائيلي، بالرغم من الحماية الدولية، بينما غادرت القيادة الفلسطينية إلى تونس .